اللبنانيون بعد ٤ آب: أحياء على قيد الموت

منذ 1 سنة 8 شهر 2 أسبوع 6 يوم 18 س 10 د 19 ث / الكاتب Zainab Chouman



كتبت آية عميرات لـ "ليبانون نيوز":

يوماً بعد يوم وأشهر تمر وسنين تمر ولكن المشكلة واحدة، ما هي إلا ساعات تفصلنا عن ذكرى السنة الثانية لزلزال "بيروتشيما" هو ليس انفجارًا فقط... هو إعصار، زلزال، بركان.. كل الكلمات التي تصف هذا الفعل الشنيع ما هي إلا بجريمة متسخة لم يعرف فاعلها لليوم وتحقيقاتها على "الدنيا السلام"...

من منكم لم يشعر بهذا الإنفجار ؟! من منكم يا أهالي بيروت لم يبق أثر في جسمه أو بيته من هذا الزلزال؟! من منكم أيها الشعب العظيم لا يرتجف حتى الآن عند سماع أي صوت غريب؟! 

لم نكن نعلم أنه سيدمر نصف بيروت لم نكن نعرف أننا سنبقى أحياء على "قيد الموت" فأجسامنا باتت تمشي وتتعب في هذا البلد ولكن كل منا بداخله "ميت" لم يتركوا لنا شيئاً مفرحاً بداخلنا لم يرحمونا لقد دمرونا ودمروا "ست الدنيا"...

راما مكي هي فتاة لبنانية تبلغ من العمر ٢٦ عاماً وهي شاهدة عيان لحادثة ٤ آب تسرد لموقع "ليبانون نيوز" ما عانته ذلك اليوم: "كنت أعمل في مركز أسواق بيروت وسط العاصمة و ٤ آب كان يوم عمل طبيعي!! كنت أجلس في فترة الاستراحة مع صديقتي نتحدث وإذا بموجة غبار تأتي وتدخل أعيننا فاستغربنا وقلنا لبعضنا البعض ما هذا عاصفة غبار؟! ولكن ما لبث أن وقع الإنفجار الأول الذي لم يكن قوياً جداً ولكننا خفنا من ضربة إسرائيلية أو ما شابه ودخلنا نختبئ في أماكن عملنا وما هي إلا دقائق ووقع الإنفجار الأقوى !! إنفجار جعل أبواب المحلات تتكسر و السقوف تسقط و نحن نركض والدم يسيل، وزميلتي كانت تبكي وتقول "مابدي موت" "ما بدي موت" ولكننا احترنا ماذا سنفعل من سننقذ من سنساعد ونحن نريد المساعدة!! نتجه للأمام نرى أناساً مضرجة بدمائها وأناساً تزحف على الأرض وأناساً طارت يدها وأشلاء موجودة في كل مكان وكأننا في مجزرة ضد البشرية!! 
وأنا أمشي وأنظر لكل الناس أمامي تذكرت أمي وأبي وإخوتي وسرعان ما مسكت هاتفي وجدت رسالة من أمي وهي تبكي "إذا ما حتردي علي حيصير معي شي وينك يا ماما ردي" واتصلت بها ولكن الشبكة لم تعلق لأسباب انقطاعها!! وهنا بدأت أفكر ما الذي حدث كيف سأصل لأمي وأبي كيف سأساعد الناس كيف سأطمئن أهلي؟! جاء صديقي في العمل وقال أنا سآخذك إلى البيت قلت له: لا أريد أن أساعد الناس أريد أن أبقى هنا، فصرخ علي وقال: سآخذك لأهلك. وصلت إلى منزلي حيث كانت والدتي منهارة تذرف الدموع بشدة.. 
كان يوماً صعباً وسيبقى ذكرى مؤلمة نتحدث عنها ونستذكرها في كل حين مع العبارة الشهيرة "تنذكر وما تنعاد".. مضيفة "كنا نعيش كل هذه السنوات وسط قنبلة مميتة نمر بجانبها يومياً، ونجلس بجوارها، ونتابع أعمالنا دون أن ندري أننا نعيش مع الموت".

وختمت مكي بالقول "سنظل في هذا البلد نحميه ونقدم كل ما لدينا ليبقى عزيزاً حراً ومستقلاً، ولن نهاجر أو نرحل، ولن نتركه للفاسدين، وستبقى الأرزة شامخة وبيروت عاصمة لبنان وعروس الدول العربية".