ـ رسائل عونية غير مباشرة… حقيقة تنبيه ميقاتي من “العصفورية”

منذ 1 سنة 9 شهر 4 يوم 11 س 51 د 7 ث / الكاتب Zainab Chouman

“العصفورية” التي حذّر الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي من وصول البلاد إليها في قابل الأيام، استوحاها من التجربة التي يعيشها اليوم، شخصياً، على حلبة تشكيل الحكومة المنتظرة. فالرجل، بحسب ما تقول مصادر سياسية مقرّبة منه لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، لم يستوعب بعد انه وفي ظل الانهيار الشامل الذي تعيشه البلاد اليوم، أي موعد لم يُعط له لزيارة قصر بعبدا، بعدما طلبه قبيل عيد الأضحى. قد يكون رئيس الجمهورية ميشال عون أعلن في بيان أصدره نهاية الأسبوع الماضي انه “لم يقفل يوماً باب القصر أمام أحد فكيف أمام الرئيس المكلف”، غير ان الحملة التي يشنّها فريقه السياسي المتمثّل بالتيار الوطني الحر، على ميقاتي، رأى فيها الأخير توزيعاً للأدوار بين الجانبين، هدفه إفهامُه انه غير مرحّب به اليوم في بعبدا.

فمنذ ساعات قليلة فقط، طالب التيارُ ميقاتي، بـ”الكفّ عن تضييع الوقت والمال وتأليف حكومة”. وفي تغريدةٍ نشرها “الوطني الحر” عبر “تويتر”، قال إنّ “على حسابات الرئيس ميقاتي، كل يوم يمرّ من دون حكومة يكلّف لبنان 25 مليون دولار، ما يعني أنّ رحلة الاستجمام التي قضاها كلّفت الدولة 250 مليون دولار من دون أن نحسب تكلفة الأيام التي ضيّعها منذ تكليفه حتّى اليوم”. وأضاف “أحياناً، كثرة الحكي كلفته عالية”، متمنياً أن يتوقف ميقاتي عن تضييع الوقت والمال ويبدأ بتأليف الحكومة.

هذا الموقف، الذي استُكمل بغزوة “قاضية العهد” غادة عون لمصرف لبنان بحثاً عن حاكمه رياض سلامة والتي أسف لها ميقاتي قائلاً في بيان إن “مداهمة المركزي بهذا الشكل الاستعراضي وسط تداخل الصلاحيات بين الأجهزة القضائية  ليست الحل المناسب لمعالجة ملف حاكمه”.. دفعا ميقاتي إلى استخدام عبارة “العصفورية”، وقد اعتبرهما إقفالاً غيرَ مباشر لأبواب بعبدا في وجهه، وفي وجه فكرة التعاون معه كرئيس مكلّف، ككلّ.

الرسالة “العونية” هذه، يعرف ميقاتي ان أسبابها تكمن في رفضه الخضوعَ لشروط الفريق البرتقالي الحكومية، أكان لناحية وزارة الطاقة او لناحية المداورة في وزارة المالية، الا انه مصمّم على عدم التراجع عمّا قرّره في هاتين النقطتين، وهو ينتظر دعوة من القصر ليتناقش من كثب، مع رئيس الجمهورية في المسودة التي قدّمها اليه.

على الضفة المقابلة، رئيس الجمهورية وفق ما تقول اوساطه لموقع القوات اللبنانية، يكتفي حتى اللحظة، بالبيان الذي أصدره والذي أعلن فيه ان ابواب القصر مفتوحة، كما انه ينتظر من ميقاتي، ان يعدّل في تركيبته في ضوء الملاحظات التي وضعها عليها رئيس الجمهورية، وأن يعود بعدها اليه، ليتباحثا في المسودة الجديدة.

الكل ينتظر الكل على ما يبدو، واللقاء ليس حتى اللحظة في متناول اليد، لكن حتى ولو حصل، فإن التشكيل مستبعد لأن الهوّة كبيرة بين بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة، والسرايا من جهة ثانية.​


نور لمع

موقع القوات اللبنانية